Skip to main content

Topic outline

  • أهداف الأسرة

    تعتبر الأسرة أهم خلية يتكون منها جسم المجتمع البشري؛ فإذا صلحت صلح المجتمع كله،

    وإذا فسدت فسد المجتمع كله، وفي كنفها يتعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه؛ إذ تُكسب الفرد اتجاهاته، وتكوِّن ميوله، وتميز شخصيته، وتحدد تصرفاته؛ بتعريفه بدينه، وعادات مجتمعه ولغته، فيكون لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك وبعث الطمأنينة في نفس الطفل، وتبقى آثارها فيه، يحملها معه ويورّثها ذريته من بعده.

    ويهدف الإسلام من تكوين الأسرة إلى تحقيق أهداف كبرى تشمل كل مناحي المجتمع الإسلامي، ولها الأثر العميق في حياة المسلمين وكيان الأمة المسلمة.

    1. الهدف الاجتماعي: الذي يتحقق به تماسك المجتمع وترابطه، وتوثيق عرى الأخوة بين

    أفراده وجماعاته وشعوبه بالمصاهرة والنسب، قال تعالى:﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾ [الفرقان: ٥٤].

    2. الهدف الخلقي: اعتبر الإسلام بناء الأسرة وسيلة فعَّالة لحماية أفرادها شيبًا وشبابًا وذكورًا وإناثًا من الفساد، ووقاية المجتمع من الفوضى، إن تحقيق هذا الهدف يكون بالإقبال على بناء الأسرة؛ لأن عدم ذلك يحصل به ضرر على النفس باحتمال الانحراف عن طريق الفضيلة والطهر، كما يؤدي إلى ضرر المجتمع بانتشار الفاحشة وذيوع المنكرات وتفشي الأمراض الخبيثة.

    3. الهدف الروحي: إن بناء الأسرة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر حث عليه الشرع الحنيف، مما يجعل الزوجين في رحلتهما لبناء الأسرة المسلمة في عبادة لله تعالى، يتقربان بها إلى الله ويؤجران عليها بإذن الله.

  • مقومات شخصية الوالدين

    إن المربي الناجح ينبغي أن يكون لديه مجموعة من المقومات الأساسية والصفات الخُلقية التي تعينه على أداء وظيفته التربوية بأفضل ما يمكن، وتحقيق الأهداف السامية للأسرة والتي تكلمنا عنها في الفقرات السابقة، وهذه المقومات تكون بمثابة الركائز والأخلاق الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها كل مربٍّ يريد أن يكون مؤثرًا على أبنائه في مختلف مراحلهم العمرية.

    وهذه المقومات لا تختلف من ثقافة لأخرى أو من مجتمع لآخر؛ وإنما هي أسس اتفقت عليها أغلب المجتمعات الراشدة على اختلاف ثقافاتها وطبيعتها، ولهذا فإن تحقيقها في الآباء والأمهات يعد أمرًا ضروريًّا لنجاح العملية التربوية، وقد تعد المقومات التالية من أبرز الصفات التي يجب أن تتوفر في كل أب وأم يودّان رعاية أولادهما رعاية قويمة:

    • العلم:

    والعلم لا يكون فقط في العلوم الشرعية كما يظن البعض؛ بل إن المربي الناجح لا بد أن تكون لديه ثقافة جامعة في كل جوانب الحياة، بل والأهم من ذلك كله القراءة في كتب التربية الإسلامية وكتب تربية الأولاد؛ لتكون هذه القراءة بمثابة المنهج الذي يُربِّي على أساسه طفله، وإذا حدَّد المربي لنفسه خطة للقراءة والتعلم ولو بأقل القليل مع مرور

    الوقت سيصل إلى المستوى الذي يريد.

    • الصلاح:

    لا بد أن يكون المربي صالحًا كي يكون ناجحًا في عملية التربية، وهذا الركن مع وضوحه وجلائه يخفى على كثير من الآباء والمربين، فيظن المربي أن واجبه هو فقط السعي لكسب الرزق، أو أن يكون صاحب أخاق فاضلة، أو أنه كثير القراءة في كتب التربية، وأنه بذلك فحسب سينجح في العملية التربوية.

    كل هذا مهم بلا شك، ولكن نجاحك في تربية أولادك يرتبط بصاح حالك مع الله، وهي سنته التي لا تتبدل ولا تتغير، وهي أن الله تعالى يرعى من كان أبوه صالحًا.

    • تحمّل المسؤولية:

    إن إتقان التربية يتوقف بالمقام الأول على تحمل الآباء للمسؤولية، خاصة عندما تكون هذه التربية وفق منهج الله وعلى طريقة الإسلام؛ فالأب الذي يتحمل المسؤولية يهتم لأمور أبنائه بهمة وعزيمة، ويوجههم للسلوكيات الصحيحة والسليمة في الوقت المناسب، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.

    • الصدق:

    إن من أهم الصفات التي لا بد أن يتسم بها المربي الناجح هي صفة الصدق، فكل وعد وكلمة تقولها لأبنائك يجب أن تكون على ثقة تامة من صحتها، وأن تفي بوعودك وألّا تخلفها معهم أبدًا، حيث إن الكذب على الأبناء أو خلف الوعود قد يكون له تأثير سلبي كبير عليهم، فلا يثق الابن مجددًا في قولك أو وعدك وبالتالي قد لا يستجيب لأوامرك ونصحك.

    • العدل:

    إن أردت أن تكون ناجحًا في تربية أبنائك فعليك بخلق العدل، فإن أعطيت هذا فأعط الآخر، وإن قبَّلت هذا فقبل الآخر أيضًا، ولا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة؛ بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض وذلك لاحتياجهما إلى العناية، وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العمل أو العاج، ولا بد أن يُبيِّن الوالدان لبقية الأولاد في هذه الحالة سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق، وهذا التمييز ليس بالدرجة الكبيرة، ولكن فرق يسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه.

    • الإيجابية:

    المربي الناجح مبادر وإيجابي دائمًا، لا ينتظر وقوع المشكلة حتى يبدأ في حلها، وإنما يتخذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم حدوث المشكلة من الأصل، فهو لا ينتظر مثلًا سن السابعة حتى يبدأ في تعليم ولده الصلاة؛ وإنما يبدأ في تحبيبه في الصلاة من قبلها بسنوات، ويأخذه معه في صلاة الجمعة كلما استطاع، وهو لا ينتظر حتى يبدأ ولده في مصاحبة أصدقاء السوء؛ وإنما يعلمه من الصغر كيف يختار أصدقاءه حتى لا يقع في ذلك الخطأ، وهكذا فهو دائمًا إيجابي

    مبادر في تعامله مع أطفاله.

    • التحكم في الانفعالات:

    تنقسم الانفعالات إلى مستويات ثلاثة، وهي: الانفعال السريع، والمتزن، والمتمالك، فإذا اكتشف الوالد على سبيل المثال أن ابنه قد عاد متأخرًا إلى البيت وقام بتعنيفه وقت دخوله، فهذا ما نسميه بالانفعال السريع، أما إذا سأله عن سبب تأخره فلم يجد منه سببًا مقنعًا فقام بتعنيفه، فهذا يكون انفعالًا متزنًا، أما إذا لم يبد انفعاله وأجّل الأمر حتى صباح اليوم التالي، فهذا يكون انفعالًا متمالكًا.

  • الانفعال الإيجابي

    والسؤال هنا: متى يكون الانفعال إيجابيًّا؟

    المربي الناجح هو ذلك القادر على الانفعال بشكل متزنٍ أو متمالك متجنبًا الانفعال السريع مع أولاده، فهو يدرب نفسه على التعايش مع المواقف لتكون ردود فعله متلائمة مع ما يقتضيه الموقف، فنحن لا نستطيع أن نتجنب انفعالاتنا؛ ولكننا نستطيع أن نوجهها عن طريق الوقاية والخبرة والتدريب

    الحزم:

    إن الحازم هو الشخص الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة، ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق.